سأل السيد جعفر محمد حسين فضل الله: "ما هي العلاقة بين الثورة والحق؟"، قائلا: "ربما يذهب البعض بذهنه أن الثورة تمثل حالة من حالات الجنون العملي والحق يمثل حالة من الثبات والصدق والواقعية في النظرة إلى الأمور على ضوء المبادئ التي يعتقدها الانسان، هي باختصار الحق قد يمثل وجهاً من وجوه العقل والتعقل في ادراكه وحكمه على الواقع وبالتالي قد لا يجد الانسان علاقة بين الجنون والعقل"، مضيفا: "الثورة ليس فيها خطوط حمراء على مستوى القيم، وعندما تنطلق الثورات تسقط كل المحرمات فكيف يمكن أن يكون هناك ثمة علاقة بين سقوط المحرمات وبين الحق الذي يعني الانجذاب والالتصاق بمنظومة القيم التي ينطلق من اجلها الانسان؟".
وخلال ندوة فكرية أقامتها "حركة الناصريين المستقلين – المرابطون" في ذكرى عاشوراء في قصر الاونيسكو – بيروت، أشار إلى ان "عاشوراء يمكن ان تكون واحدة من اهم المراحل والمحطات التي يمكن أن تجيب على هذه الاسئلة وان الارتباط بالحق هو مسألة ترتبط بالمبدأ الاسلامي الاساس وبالمبدأ الرسالي في كل الرسائل السماوية"، لافتا إلى أن "عاشوراء تجسد حجم الزخم الفكري من خلال المواقف والكلمات والنية الصادقة في أن يطبق الحق على أرض الواقع إلى جانب الخبرة والكفاءة في المواجهة".
وأضاف: "المسألة ليست فقط في أن نقدس خيار الثورة كخط على طول الخط، لأن الثورة هي وسيلة لتحقيق هدف وهو الاصلاح ولا بدّ أن نمتلك الخبرة الدقيقة ويجب أن يدخل في الحسبان عندما نخطط لأي ثورة أن تكون كخيار ملائم او نعتبر أن الثورة ليست خيار ملائم لأن هناك الكثير من الذين ينتظرون أن تنطلق الثورة فينا كحالة انفعالية حماسية ليستثروا نتائجها وشهدنا العديد من الأمثلة على ذلك في واقعنا القريب والبعيد".